مودة علي سليمان… عقل سابق لعصره وموهبة تسبق عمرها
في عمرٍ لا يتجاوز الخمس سنوات، تلمع الطفلة مودة علي سليمان كنموذج فريد لطفولة استثنائية، تخطت حدود عمرها الطبيعي لتُدهش من حولها بذكاء متقد، وشغف فطري بالمعرفة، وقدرات إبداعية تؤهلها لتكون واحدة من النماذج المصرية الواعدة في المستقبل.
🔬 موهبة فطرية تظهر مبكرًا
لم تكن مودة طفلة عادية. منذ نعومة أظافرها، بدأت تُبهر من حولها بقدرتها على الاستيعاب السريع والتعلم الذاتي. في عمر سنة ونصف فقط، حفظت سورتي الإخلاص والفاتحة، وكانت تتلقّى الحفظ بسهولة وبدون ضغط، وهو مؤشر نادر على قوة الذاكرة السمعية والفهم المبكر.
وبينما كان أقرانها في هذا العمر يخطون خطواتهم الأولى نحو النطق، كانت مودة تبدأ أولى خطواتها نحو عالم الإبداع والبرمجة.
🛠️ اختراعات مصغرة بعقل طفلة مبتكرة
بفطرة الباحث والمخترع، قامت مودة بتنفيذ نماذج مصغّرة لأجهزة مثل المكنسة الكهربائية والمروحة، مستخدمة أدوات بسيطة من البيئة المحيطة، دون أي توجيه مباشر من أحد. ما فعلته لم يكن مجرد لعب أطفال، بل تجسيد حقيقي لما يسمى بـ “التفكير الهندسي المبكر”، وهو ما لا يُشاهد إلا في حالات نادرة من الأطفال الموهوبين.
فضولها الدائم لمعرفة “كيف تعمل الأشياء؟” جعل منها طفلة تسأل وتبحث وتفكر باستمرار، خاصةً عندما تنظر إلى الأجهزة الإلكترونية أو الأدوات المنزلية، محاولةً فهم آلية عملها وتصميمها.
💻 برمجة في سن ما قبل المدرسة
التحقت مودة مؤخرًا ببرامج تعليم البرمجة للأطفال، وتحديدًا بلغة Scratch، وهي لغة مخصصة لتعليم البرمجة بصريًا للأطفال. وبرغم حداثة سنّها، أظهرت قدرة مدهشة على التعامل مع الواجهة البرمجية، واستيعاب المفاهيم بطريقة سريعة تفوق المعدل الطبيعي لأطفال في مثل عمرها.
هذا التفوق رصده بالفعل اختبار الذكاء الذي خضعت له، وأظهر أن مستوى عقلها يسبق عمرها الزمني بأربع سنوات كاملة، ما يعني أن الطفلة مودة تعمل ذهنيًا بمستوى يقارب 9 سنوات وهي في الخامسة فقط.
🧠 ذكاء اجتماعي ونضج في التعامل
لا يقتصر تميز مودة على الجوانب المعرفية فقط، بل يتجلى أيضًا في ذكائها الاجتماعي والنفسي؛ فهي تميل إلى مرافقة الأكبر سنًا وتجد سهولة في التفاعل معهم والتعلم منهم، بل والاندماج معهم في حوارات وأنشطة لا تتناسب عادة مع عمرها.
وفي حال حدوث أي خلاف بينها وبين إخوتها – أحدهم في الخامسة عشرة والأخرى في الثانية عشرة – تُظهر مودة قدرة على تحليل الموقف والتفكير في حلول منطقية وعقلانية، تعكس نضجًا وجدانيًا متقدمًا.
✏️ التعلم الذاتي… وسرعة الاستيعاب
بفضل فضولها المعرفي، بدأت مودة تعلم كتابة الحروف الإنجليزية بمفردها دون أي مساعدة، وكانت دائمًا ما تذاكر لنفسها وتعيد مراجعة ما تتعلمه بطريقة منظمة، وهي سلوكيات نادرًا ما تُرى في أطفال دون سن المدرسة.
هذه القدرات تشير إلى امتلاكها مهارات التعلم الذاتي والاستقلالية الفكرية، وهي عناصر جوهرية لبناء شخصية مفكرة ومبدعة في المستقبل.
🌟 مودة… مشروع نجمة علمية واعدة
الطفلة مودة علي سليمان لا تمثل فقط حالة فردية لطفلة ذكية، بل تُجسّد صورة الأمل في جيل جديد يحمل بذور التميز والابتكار. في ظل الاهتمام المتزايد بمبادرات رعاية الموهوبين، نأمل أن تحظى هذه الموهبة الفريدة برعاية تعليمية وتربوية مناسبة تُنمّي قدراتها وتُهيئ لها بيئة تحتضن طموحها.
💬 كلمة الختام
مودة ليست مجرد طفلة ذكية… بل هي حلم صغير يُبشّر بمستقبل عظيم. ومع الدعم الأسري والمؤسساتي، ستصبح يومًا ما اسمًا لامعًا في مجالات التكنولوجيا أو الاختراع أو البرمجة.
فمن يدري؟ لعلنا نشهد قريبًا واحدة من أصغر المبتكرات المصريات التي تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الآخرين… تمامًا كما تسعى الآن أن تساعد المكفوفين بفكرة، وتصنع النماذج بيدها، وتبرمج بأصابع صغيرة وعقل كبير.